++الساهر++ مشرف
عدد الرسائل : 505 تاريخ التسجيل : 01/08/2008
| موضوع: الأخطاء الطبية.. كارثة هل يمكن تفاديها؟ 2008-08-31, 2:11 am | |
|
الأخطاء الطبية.. كارثة هل يمكن تفاديها؟ (4-4)
8- عنصر التعب الجسدي والفكري في غاية الاهمية في حصول الاخطاء الطبية كما يحصل ايضاً في عالم الطيران مما ادى الى اتباع نظام صارم بتحديد المدة التي يجوز على الطيار ان يعمل خلالها بثلاثين ساعة طيران في الاسبوع مع 8 ساعات من الراحة خلال 24 ساعة قبل الاقلاع. وقد طبق نظام مماثل على الاطباء المتمرنين في الولايات المتحدة بعدما اتضح ان الطبيب الذي يعمل بطريقة متواصلة لمدة 12 ساعة او اكثر يصبح معرضاً لارتكاب بعض الاخطاء الطبية مع مضاعفاتها الوخيمة. 9- وقد اتضح ايضاً ان قلة الخبرة في القيام بعمليات جديدة لتنظير جوف البطن او غيرها من العمليات الجراحية المبتكرة قد يسبب مضاعفات خطيرة واحياناً مميتة مما يشدد اهمية التدريب الخاص على تلك العمليات ومنع اجرائها الا تحت اشراف خبير فيها خصوصاً عندما يقوم الجراح بالقيام بعملياته الاولى كما هو متبع في المستشفيات الأمريكية والاوروبية.
10- ومن التوصيات الاخرى التي قدمتها اللجان العالمية حول حفظ سلامة المريض من الاخطاء الطبية التأكيد من عدم ترك اسفنج اوا دوات طبية في البطن عند الانتهاء من عملية جراحية والذي يحدث عادة في العمليات الطارئة او عندما يكون المريض سميناً او عندما يتم تغيير مفاجئ وغير منتظم في اجراء عملية جراحية وذلك باستعمال الاشعة قبل اغلاق الجرح. علاوة على ذلك هنالك عدة خطوات حديثة تساعد على تفاديها ابرزها تكنولوجيا الإعلام التي تسهل الاستجابة السريعة عند حدوث أي خطأ وتعقبها وتوفير وسائل سريعة لمعالجتها واستعمال الحاسوب لاصدار التعليمات والاوامر الطبية ووصف الادوية الكترونياً واستعمال الشفرة الالكترونية للوصفات ونقل الدم وسلامة المعدات واعلان النتائج المخبرية الشاذة وحتى بتقليل استعمال «البيجير» لطلب طبيب مما يؤثر سلبياً على تركيزه واستبداله بالمناداة الرقمية على شاشة في مجازات المستشفيات او على الانترنت مما يخفف الضغط عليه ويساعد على تحسين الخدمة الطبية واستعمال النظام الالكتروني بواسطة الحاسوب لتوفير المعلومات حول حالة المريض ومتابعته اليومية وتطور مرضه. ومن المهم تدوين اسماء الاطباء المناوبين وارقامهم على الحاسوب لتسهيل الاتصال بهم بسرعة اذا ما اقتضى الامر.
الخلاصة:
ان من أبرز البنود في القسم الطبي الذي يحفظه أي طبيب عند تخرجه من معهد الطب والذي يحلف بالتقيد به في ممارسته الطبية عبارة في غاية الاهمية وهي: اولاً لا تؤذي.. ومعناه ان عليه ان يحافظ على سلامة مرضاه وعدم القيام بأية محاولة قد تسبب لهم الضرر وتسيئ اليهم. وكم هو مؤسف ومخز لأي طبيب يحترم مهنته النبيلة ان يسمع المثل العربي «يا من مريض تحت التراب بسبب اخطاء اطبائه». ولحبذا لو كنا نستطيع الاعتراض على هذا القول ولكننا لا يمكنا انكاره اذ إن الاخطاء الطبية ولو كانت سطحياً نادرة الا انها منتشرة في كل انحاء العالم وقد تحصل مع أي طبيب مهما كانت سمعته رفيعة وخبرته واسعة وثقافته ممتازة ومهارته فائقة وفي ابرز المستشفيات واشهرها عالمياً. فالطبيب مهما كان ليس معصوماً عن الخطأ وقد تحصل معه مضاعفات خطيرة وغير مرتقبة رغم كل جهوده ومحاولاته لمنع حدوثها فالكمال لله سبحانه و تعالى وحده ولا يجوز ان نعتبر أي طبيب فشل في معالجة مريضه، اذا لم يكن هذا الفشل نتيجة الجهل والاهمال وسوء المعاملة الطبية وقلة الادراك والتدريب والمتابعة واستقطاب آخر الابتكارات الطبية وسوء التصرف والتقصير، كمجرم لا يستحق الاحترام والتقدير لأن معظم الاخطاء الطبية لا تقع بسبب غلطة الطبيب فحسب بل بسبب فشل النظام الطبي بأجمعه الذي لم يرس القواعد الصحيحة لمنع معظم حدوث الاخطاء واتباع الوسائل الوقائية الحديثة للحد منها كما ناقشناه في مقالتنا هذه آملين ان يهدينا الله سبحانه وتعالى الى تطوير تلك الوسائل للحفاظ على سلامة المرضى الذين وضعوا ثقتهم وائتمانهم بحياتهم وحياة عيالهم بين يدي طبيبهم للحصول على افضل علاج بكل امان وسلامة بعون الله عز وجل.
| |
|